بالتزامن مع انتخابات مجلس الشورى الجاري إقامتها حالياً في قطر للمرة الأولى، تعلن لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة، عن اكتمال تنفيذ أعمال مشروع ساحة الشورى، واكتمال تنفيذ سور تجميلي يتضمن عمل فني لفنانة قطرية، مستوحى من مبدأ الشورى بين الناس، بالتعاون مع متاحف قطر.
وبهذه المناسبة، صرحت المهندسة ساره كافود، نائب رئيس لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة، أنه تم إنشاء مشروع ساحة الشورى ضمن خطة اللجنة الاستراتيجية التي تهدف إلى إنشاء وجهات وساحات تساهم في تشجيع جميع أفراد العائلة على اتباع نمط حياة صحي، واختيار وجهات قريبة وممتعة خارج نطاق المباني المغلقة. وأضافت أن الساحة تقع في منطقة مزدحمة تتضمن العديد من المنشآت السكنية والتجارية والصحية، مما يجعلها متنفساً لأهل المنطقة وزوارها، ويتيح لهم ممارسة أنشطة وفعاليات مختلفة، خاصةً أنه يسهل الوصول لها دون الحاجة لاستخدام السيارة، كما أنها متصلة مع الطريق الدائري الثاني من جهة ومع الطريق الدائري الثالث من جهة أخرى.
وأضافت، أنه تم إضافة عمل فني للساحة ضمن مبادرات الفن العام والتي تشارك فيها اللجنة مع متاحف قطر.
وأفادت المهندسة مريم الكواري، مدير تصميم مشروعات باللجنة، أنه تم تنفيذ مشروع ساحة الشورى على مساحة تبلغ أكثر من 15 ألف متر مربع، حيث تغطي المسطحات الخضراء 80% من تلك المساحة وهو ما يقدر بحوالي 12 ألف متر مربع. وقد تم تصميم الساحة في هذ المنطقة المزدحمة بحيث تكون متنفساً للسكان والعاملين بها، لأخذ استراحة في منطقة خضراء صحية بعيداً عن المنازل والمكاتب المغلقة، وضغوط الحياة اليومية. وأضافت أن الساحة تتضمن مسار للمشاة بطول 500 متر لتشجيع مرتاديها على ممارسة الرياضة أو التنزه مع عائلتهم وأصدقائهم. كما تتضمن أماكن للجلوس والاستراحة وأشجاراً للتظليل، حيث يوجد بها أكثر من 100 شجرة من أنواع مختلفة مثل السدر وغيرها من الأشجار المحلية أو المتكيفة مع البيئة القطرية.
وعن المواد المستخدمة لتنفيذ المشروع، أكدت المهندسة مريم الكواري، أنه تم مراعاة استخدام مواد صديقة للبيئة لتنفيذ المشروع. كما أن جميع الأعمال تم تنفيذها طبقاً للمواصفات المحلية والمعايير الدولية وباستخدام العديد من المواد المحلية بما يتماشى مع توجه الدولة في دعم المنتج المحلي. وقد وصلت نسبة المكون المحلي من إجمالي المواد المستخدمة بالمشروع إلى 70%، حيث تم الاعتماد على المصادر المحلية القطرية لتصنيع وتوريد مواد وعناصر مختلفة، شملت أنابيب الري والأسلاك الكهربائية والكابلات والإنترلوك وغيرها من المواد الملائمة للمناخ القطري.
ولإضفاء لمسة جمالية على الساحة، وتفاعلاً من اللجنة مع الأحداث الجارية لانتخابات مجلس الشورى، صرحت المهندسة الكواري أنه، تقرر إنشاء سور تجميلي بطول حوالي 250م ليتم تنفيذ عمل فني عليه يجذب الأنظار لهذه المنطقة وتكون فكرة العمل مستوحاة من أهمية الشورى بين الناس، وذلك بالتعاون مع هيئة متاحف قطر، وبهدف تشجيع الفنانين الذين يستخدمون تقنية الرسم الرقمي (digital).
وصرحت الفنانة بثينة الزمان، صاحبة العمل الفني الذي تم تنفيذه على سور ساحة الشورى، أن فكرة العمل الفني جاءت بعد مناقشات عديدة مع اللجنة، حيث تم الاتفاق على تنفيذ عمل فني يراعي قرب موقع الساحة من مجلس الشورى ويعبر عن تكاتف الشعب ودورهم في المجتمع القطري. وذلك باستخدام تقنية الرسم الرقمي (digital)، وهو أسلوب فني متطور يسمح للفنان باستخدام أجهزة الكترونية لتنفيذ العمل وتؤهله للتحكم في مواصفاته وأبعاده بطريقة أسهل، مع امكانيه طباعته بأبعاد مختلفة. وأضافت أنه تم تصميم أشخاص من مختلف فئات المجتمع بطريقة الألعاب الالكترونية المتداولة حالياً، كما تم إضافة بعض الكلمات التي لها علاقة بفكرة الشورى بين الناس وتم كتابتها بخط عربي يتناسب مع الشكل العام للتصميم.
وكانت لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة قد قامت بتنفيذ فعالية، العام الماضي، لزراعة الأشجار بالساحة ضمن حملة "تجميل قطر وعيالنا يزرعون شجرة" والتي تهدف إلى "زراعة مليون شجرة" بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة. وذلك بمشاركة الهيئة العامة لشؤون القاصرين.
لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة
تعمل اللجنة بالتنسيق مع عدة وزارات وهيئات حكومية بالدولة كوزارة البلدية والبيئة، ووزارة المواصلات والاتصالات ووزارة الثقافة والرياضة وهيئة المتاحف وشركة سكك الحديد القطرية والمكتب الهندسي الخاص وغيرهم. وتتضمن أعمال اللجنة خمسة مهام رئيسية تشمل إنشاء حدائق عامة وحدائق الفرجان، وتوفير مسارات خاصة للمشاة والدراجات الهوائية، وتطوير كورنيش الدوحة، وتطوير منطقة وسط الدوحة بالإضافة إلى أعمال التشجير وزيادة المسطحات الخضراء.
تساهم أعمال اللجنة أيضا في تعزيز الاستدامة من خلال التقليل من التلوث البيئي وتقليل نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون والتقليل من استهلاك موارد الطاقة والحفاظ عليها، حيث تساهم مشاريع اللجنة في توفير مسارات متصلة للمشاة والدراجات الهوائية مما يساهم في توفير خيارات للتنقل وتخفيض الاعتماد على السيارات وتحسين نمط الحياة. كما تساهم زيادة نسبة التشجير والمسطحات الخضراء في خفض درجات الحرارة في المدن وتوفير بيئة صحية داخل الأحياء السكنية وأماكن التجمعات الحيوية.