يمتد مضمار سباق حلبة لوسيل لمسافة 5.38 كيلومتر ويضم 16 منعطفاً، وتعد أعمال تطويره محطة هامة لحلبة لوسيل الدولية التي تمتاز بكونها الحلبة الوحيدة في المنطقة حالياً التي تستضيف كلاً من سباقي الفورمولا 1 والموتو جي بي. 

وصرّح المهندس يوسف العمادي، مدير شؤون المشروعات في هيئة الأشغال العامة "أشغال": "نفخر بمساهمة أشغال من جديد في تمهيد الطريق لاستضافة واحد من أبرز الأحداث الرياضية على مستوى العالم هذا العام، والذي يعد إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل دولة قطر الحافل باستضافة أهم الأحداث الرياضية العالمية."

وأضاف العمّادي أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير مضمار سباق حلبة لوسيل والمباني الرئيسية خلال 7 أشهر فقط، وذلك وفق أعلى المواصفات العالمية والاشتراطات الدقيقة الخاصة بالفورمولا 1. كما تم تنفيذ بنية تحتية حديثة ومرافق خدمية جديدة وطرق رابطة مع الحلبة، وذلك بهدف تقديم تجربة استثنائية للجماهير المحليين والقادمين إلى دولة قطر من جميع أنحاء العالم.

ومن جانبه، قال السيد عبد الرحمن بن عبد اللطيف المناعي، رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية ورئيس حلبة لوسيل الدولية: "أعمال التجديدات الشاملة التي خضعت لها حلبة لوسيل الدولية تؤهلها لاستضافة أهم المسابقات المحلية والعالمية، وهي حالياً الحلبة الوحيدة في المنطقة التي تستضيف سباقي الفورمولا 1 والموتو جي بي."

وأضاف: "حرصت أعمال التطوير على الاحتفاظ بالتصميم الأصلي لمسار الحلبة لما له من شعبية كبيرة حول العالم، وتم إعادة بناء منشآت الحلبة وتطوير مرافقها وبنيتها التحتية بما يضمن تنظيم الفعاليات الرياضية بمستوى عالٍ من الكفاءة وتقديم أفضل مستويات الخدمة للارتقاء بتجربة عشاق سباقات السرعة."

وأوضح المهندس سعود التميمي، مدير إدارة مشاريع الطرق في "أشغال"، أن المشروع يشمل أعمال لتطوير التقاطعات والطرق المحيطة بطول إجمالي يبلغ 21 كيلومتر بهدف تسهيل وصول الجماهير للحلبة وربطها بالطرق الرئيسية في المنطقة. وقد تم بالفعل الانتهاء من تنفيذ الطرق المحاذية للحلبة من الشمال والشرق والغرب، بالإضافة إلى الطرق المؤدية إلى تقاطع أم عبيرية/الصخامة. ويجري حالياً استكمال الطرق الرئيسية الرابطة مع طريق المجد والمخطط استكمالها مع نهاية سبتمبر الجاري.

وبدوره أشار المهندس جار الله المري، مدير إدارة مشاريع المباني في "أشغال"، إلى أنه تم إنشاء مبانٍ جديدة وتطوير المرافق المصاحبة لحلبة لوسيل على مساحات إجمالية تقدّر بـ 100 ألف متر مربع، حيث تم توفير منطقة مشجعين أكبر حجماً وإضافة مناطق لكبار الشخصيات بمستوى خمس نجوم وزيادة السعة الاستيعابية للمدرجات ومواقف السيارات، موضحاً أن المباني الجديدة تبنّت تصاميم عصرية مميزة مع اعتماد أحدث التقنيات التكنولوجية العالمية.

وأشار المهندس حمد البدر، مساعد مدير إدارة مشاريع المباني بالإنابة ومدير المشروع، إلى أن المشروع استهدف تطوير مضمار السباق بالإضافة إلى تحديث منشآت الحلبة وبنيتها التحتية مع الالتزام بكافة المعايير الفنية لكل من الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) والاتحاد الدولي للدراجات النارية (FIM).

وأضاف البدر أنه تم الانتهاء من أعمال المباني الرئيسية الجديدة، بما في ذلك مبنى استعداد سيارات السباق (PIT) ومباني الضيافة وكبار الشخصيات والمجلس. ويذكر أنه تم إنشاء 50 مرآب لسيارات السباق، وهو أكبر عدد لمرائب سيارات السباق على صعيد الحلبات الدولية المشاركة في الفورمولا 1.

وأعرب كل من المهندس أحمد أبو ناهيه، مدير المشروع، وفريق العمل، عن سعادتهم بإنجاز هذا المشروع الهام من خلال التعاون والتنسيق الكبيرين من قبل الجهات الحكومية في الدولة لإنجاح المشروع والانتهاء من تنفيذ أعماله بوقت قياسي مع المحافظة على أعلى مستويات الجودة لتكون النتيجة صرحاً عالمياً قادراً على استضافة أهم الأحداث والفعاليات الرياضية. موضحاً أن تنفيذ الأعمال بهذا الحجم الضخم وفق معايير ومتطلبات الفورمولا 1 شكّل تحدياً كبيراً أمام المشروع والذي تم التغلّب عليه بفضل جهود فريق العمل واستخدام حلول مبتكرة ومعدّات متخصصة دقيقة.

مرافق متعددة لخدمة جماهير الحلبة

تم تطوير مضمار سباق حلبة لوسيل الدولية والذي يبلغ طوله 5.38 كم من خلال إعادة رصفه ورسم العلامات الأرضية وتوفير أرصفة جديدة وتركيب حواجز وعناصر السلامة وأنظمة الإنارة، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال التجميل حول المضمار. كما تم تركيب 85 شاشة إلكترونية خارجية في جميع أنحاء المشروع تصل مساحتها الإجمالية إلى 6,848 متراً مربعاً. وشملت الأعمال أيضاً إنشاء ثلاثة أنفاق جنوب وشمال حلبة لوسيل، وإنشاء نفق للمشاة. 

وقد تم الانتهاء من اعتماد المضمار بشكل مبدئي من قبل الفورمولا 1 والاتحاد الدولي للسيارات (FIA) والاتحاد الدولي للدراجات النارية (FIM)، على أن يتم الاعتماد النهائي للمضمار بداية أكتوبر المقبل.

وأشارت المهندسة فاطمة العبدالملك، مهندس المشروع في إدارة مشاريع المباني في "أشغال" إلى أنه تم توفير حوالي 15,000 موقف داخلي وخارجي للسيارات تتضمن مواقف لكبار الشخصيات، وتنفيذ مساحات خضراء بمساحة 180 ألف متر مربع. كما تم رفع الطاقة الاستيعابية للحلبة إلى 40,000 متفرّج بما يتضمن المدرجات الرئيسية والمؤقتة ومدرجات الضيافة ومدرج مبنى استعداد السيارات، ذلك بالإضافة إلى المدرج الطبيعي (تلة لوسيل) وهو عبارة عن تلّة مرتفعة لمشاهدة السباق إلى جانب مجموعة من منصات المشاهدة حول الحلبة.

ويذكر أنه يجري حالياً تنفيذ الأعمال الخاصة بمباني أكاديمية حلبة لوسيل الدولية (أكاديمية قطر للرياضات الميكانيكية)، ومن المقرر الانتهاء منها خلال شهر نوفمبر المقبل. كما يجري استكمال أعمال الطرق الخدمية التي تخدم النمو العمراني في المنطقة، ومن المتوقع اكتمالها في الربع الثاني من عام 2024.

جهود استثنائية في مواجهة التحديات

وصرّح المهندس أحمد أبو ناهيه، أن أعمال مشروع تطوير حلبة لوسيل الدولية تضمنت تركيب العديد من الهياكل الفولاذية المعقّدة والثقيلة والتي كان لكل منها تحدياتها الخاصة أمام فريق تنفيذ المشروع.

وأوضح المهندس أبو ناهيه أن بناء مظلة مبنى كبار الشخصيات كانت المهمة الأصعب خلال تنفيذ المشروع، إذ يبلغ قطر هذه المظلة الضخمة 60 متراً ووزنها الإجمالي 330 طناً، وتتكون من ألواح فولاذية مرتبة بتصميم فريد لتعطي شكل أغصان الأشجار. وللتمكن من تنفيذ المظلة بهذا الوزن الكبير وبالشكل المطلوب، تم تقسيم المظلة إلى أجزاء رئيسية وفرعية ليتم تجميعها في الموقع وتركيبها على عدة مراحل باستخدام رافعة مجنزرة بوزن 400 طن. 

وكان تثبيت مظلة مبنى المجلس كقطعة واحدة بوزن 68 طن تحدياً بحد ذاته نظراً لوزنها الكبير، مما استدعى استخدام رافعة مجنزرة بوزن 400 طن وقد تطلّبت هذه المهمة تنسيقاً دقيقاً وفريق عمل متخصص بمهارات عالية.

وشمل المشروع تنفيذ عدد من المظلات الفولاذية الضخمة الموزّعة في أنحاء الحلبة ومنطقة البادوك Paddock لتضيف مظهراً جمالياً في المناطق المكشوفة. وقد زاد ضيق المكان المتاح لمرور الرافعة وخطورة الحركة في مواقع التركيب بين المباني من صعوبة تنفيذ هذه المهمة، والتي تكللت بالنجاح بفضل كفاءة فريق العمل والجهد الهندسي المبذول في سبيل إنجازها.

كما تم إنشاء مظلة للسلالم المتحركة مزودة بشاشة عملاقة على الجهة السفلية للمظلة في مبنى البت PIT (مبنى استعداد سيارات السباق). كما تميزت منصة ضيافة الشخصيات في ذات المبنى بدرج حلزوني ذي تصميم فريد محاط بأعمدة فولاذية على شكل حرف V، ومنصة فولاذية كبيرة مطلّة على خط الانطلاق في الحلبة.

تضمن المشروع أيضاً مبنى ورش العمل (الصيانة) الذي تم إنجازه بالكامل من القطع الفولاذية بمساحة 2,470 متر مربع وارتفاع 14 متر، بالإضافة إلى الهياكل الفولاذية لتثبيت الشاشات العملاقة عليها في مختلف مناطق المشروع.

من الجدير بالذكر أن المرحلة الأولى من مشروع تطوير حلبة لوسيل الدولية ساهمت في إنجاح فعاليتي جائزة قطر الكبرى التي أقيمت في مارس 2021، ومن ثمّ بطولة العالم للدراجات النارية (الموتو جي بي) التي استضافتها دولة قطر في شهر أبريل من نفس العام.​