ويُعتبر تعزيز الاستدامة وإعادة تدوير المواد أحد الأهداف الرئيسية للاستراتيجية المؤسسية لهيئة الأشغال العامة لعام 2018–2023، حيث إن كافة الجهود الموجّهة في هذا الإطار لا تهدف فقط إلى حماية البيئة وإحداث التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، بل أيضاً تسعى لتقديم النموذج الذي يُحتذى به محلياً وإقليمياً، إلى جانب التبادل المعرفي وتبادل أفضل الممارسات مع جميع الأطراف المعنية والعاملين بهذا المجال.
تطبيق برامج وأنظمة عالمية
كما قامت الهيئة بإطلاق عدد من الأنظمة والبرامج والمبادرات بهدف إشراك جميع المعنيين والمختصين من الشركات الاستشارية والمقاولين والمورّدين إلى جانب العمّال وغيرهم، وتشجيعهم على تبني الممارسات البيئية الإيجابية وابتكار حلول وطرق جديدة وتطبيقها في مختلف مراحل تنفيذ المشاريع.
عملت هيئة الأشغال العامة على تبني العديد من المبادرات ونظم العمل الحديثة بهدف تطبيق أعلى معايير البيئة والاستدامة ورفع كفاءة شبكة الطرق والسلامة المرورية عليها إلى جانب إعادة تدوير المواد المستخدمة في أعمال الإنشاء. وقد وصل حجم المواد المعاد تدويرها واستخدامها في المشاريع إلى أكثر من 11 مليون طن بنسبة حوالي 49%.
التقرير الشهري للبيئة والاستدامة
وفي إطار جهودها الرامية إلى تحسين الأداء البيئي، قامت "أشغال" بإعداد وتنفيذ "التقرير الشهري للبيئة والاستدامة" عام 2019، حيث يعد هذا التقرير أحد الأدوات المبتكرة التي تهدف إلى تسجيل ومراقبة كافة مواد البناء ومستوى الانبعاثات الكربونية وتسجيلها ضمن التقرير.
ساعد هذا التقرير الهيئة على قياس الانبعاثات الكربونية في مشاريعها عكس المنهج التقليدي المتبع في السابق، حيث إنه وبناءً على ما ورد به، فإن الهيئة أعلنت خفض الانبعاثات الكربونية لمشاريع إدارة مشروعات الطرق في عام 2023 .
مناطق إعادة تدوير مواد البناء
وعلاوة على ذلك، قامت "أشغال" بإنشاء ثلاث مناطق مخصصة لإعادة تدوير مواد البناء في مواقع استراتيجية تقع شمال وغرب وجنوب مدينة الدوحة، وذلك بهدف تحسين مستوى كفاءة الموارد، حيث دخلت تلك المناطق حيز التشغيل في عام 2020 بهدف معالجة وتدوير مخلفات مواد البناء الرئيسية داخل المشاريع (مثل نواتج الحفر والأسفلت المعاد تدويره والخرسانة ومخلفات الهدم) بدلاً من التخلص منها في مكبات النفايات.
وقد ساهمت المناطق المخصصة لإعادة التدوير في تقليل المسافة المطلوبة لعمليات نقل تلك المواد إلى مكبات النفايات بمعدل 60 كم في المتوسط، كما ساعدت على خفض الطلب على مواد البناء المستوردة من الخارج وما صاحب ذلك من خفض للانبعاثات الكربونية.
مواد أسفلتية معاد تدويرها
وتتضمن مبادرات الاستدامة التي يتم تطبيقها في مشاريع "أشغال"، إعادة تدوير الإطارات المطاطية واستخدامها كمادة محسّنة لاستخدام البيتومين المعدل ببودرة المطاط (CRMB) والمستخدم بدوره في عمل الخلطات الأسفلتية، حيث تم في سنة 2023 إنتاج أكثر من ألف طن من هذه المادة، مما ساهم في زيادة صلابة الأسفلت وقدرته على التحمل لفترات زمنية أطول، وكذلك تقليل الإزعاج على الطرق. كما ساهمت هذه المبادرة في إعادة تدوير الإطارات القديمة بدلاً من إلقائها في مكبات النفايات للمحافظة على البيئة وتحقيق الاستدامة.
وإلى جانب إنتاج مادة البيتومين المعدل، يتم أيضاً استخدام الأسفلت المكشوط من الطرق القائمة قبل بدء مشاريع تطويرها ويتم إعادة تدويره في الطبقات الأسفلتية التي يتم رصفها على الطرق الجديدة والطرق المطورة، حيث تم خلال سنة 2023 إعادة استخدام أكثر من 93 ألف طن من الأسفلت المكشوط في الطبقات الأسفلتية التي تم رصفها على الطرق.
وعلاوةً على ذلك، يتم ضمن الأعمال الإنشائية للمشاريع، إعادة تدوير الخرسانة المستخدمة والمواد التي تم استخراجها في أعمال الحفريات والركام حيث تم استخدام أكثر من 2 مليون طن في طبقات الأساس الترابية واستخدام أكثر من 8 مليون طن من المواد المستخرجة في أعمال الردم بالإضافة إلى استخدام أكثر من 176 ألف طن كمادة لتبطين فرش الكابلات والأنابيب.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن نواتج الأسفلت المستخرجة من أعمال تحسين الطرق تعتبر بمثابة "التربة السطحية" لدولة قطر، حيث يمتلك هذا النوع من الأسفلت قيمة تدوير عالية ويمكن من خلالها معالجته ووضعه في الخليط الأسفلتي المستخدم لرصف الطرق الجديدة، وهو أمر يشبه الطريقة التي يتم من خلالها حفظ التربة السطحية لعمليات إعادة التأهيل. كما يتم استخدام خليط الأسفلت المزال أو المكشوط (المعتمد) في طبقة الأساس فقط، أما الأسفلت المعدل بمطحون الإطارات فيتم استخدامه في الطبقة السطحية.
تقنيات تشغيل صيانة الطرق
استثمرت هيئة الأشغال العامة أيضاً في إدخال أحدث التقنيات المستدامة لتشغيل وصيانة الطرق من أجل المحافظة على ديمومتها وتقليل الهدر في الصيانة وذلك بمسح الطرق والجسور وشبكة الصرف الصحي باستخدام أحدث تقنيات الفحص من أجل تحديد أي قصور قبل ظهوره وعمل الصيانات الاستباقية.
مبادرات متنوعة
سعياً للاستغلال الأمثل للموارد المائية، فإنه تم استخدام المياه الناتجة عن عملية "نزح المياه" بدلاً من مياه الشرب في أعمال المشاريع، كأن يتم رشها فوق الرمال والأتربة لمنع تطاير الغبار، وهو ما ساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن نقل وإمداد المياه، إلى جانب منع استهلاك الموارد الطبيعية. مع العلم بأنه تم استصلاح ومعالجة إجمالية تقدر 2 مليون طن من المياه الجوفية بمشاريع إدارة مشروعات الطرق في عام 2023.
ومن حيث الحلول المبتكرة التي تم استخدامها في مشاريع "أشغال"، فإن العديد من المشروعات أصبحت تشتمل على أنظمة النقل الذكية، والتي يمكن تطويرها وتحسينها مستقبلاً بسهولة بهدف إدارة شبكات الطرق والحركة المرورية، مما سيؤدي بالتالي إلى رفع كفاءة شبكة الطرق ورفع السلامة المرورية وتقليل الازدحام مما سيساهم في اختزال الزمن المستغرق للرحلة للتنقل بين المناطق وخفض تلوث الهواء والتلوث السمعي، وقامت "أشغال'' بإنشاء أكبر محطة شحن كهربائي في المنطقة تعمل بالطاقة الشمسية، وتزويد المظلات بالخلايا الشمسية عالية الكفاءة، لتصبح أول محطة حافلات في المنطقة تعمل فقط على مصدر الطاقة الشمسية، وهو أحد الجوانب المهمة للطاقة المتجددة.
استخدامات مياه الصرف المعالجة
كما تقوم "أشغال" بتصميم وإنشاء وتشغيل22 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، موزعة على كافة مدن دولة قطر. أنتجت تلك المحطات خلال العام 2023 حوالي 773 ألف م3/ اليوم من مياه الصرف الصحي المعالجة والمنتجة وفقاً للمواصفات العالمية والمحلية في هذا المجال.
وتتراوح طاقة المحطة الواحدة من هذه المحطات بين 100-280 ألف م3/ اليوم، وتستخدم أعلى التقنيات في معالجة مياه الصرف الصحي المتمثلة في المعالجة البيولوجية مع إزالة النيتروجين والفسفور والمرشحات الرملية والأغشية الدقيقة والتعقيم بواسطة الكلورين والأشعة فوق البنفسجية وتكنولوجيا التحكم في الروائح.
كما تستخدم المياه المعالجة التي تنتجها المحطات يومياً في عدة استخدامات تدعم الاستدامة البيئية كنوع من إعادة التدوير مثل: ري المسطحات الخضراء وتجميل الطرق، زراعة الأعلاف، أنظمة التبريد، غسيل الرمال المستخدمة في البناء مشاريع الطرق والبناء.
تصريح الدكتور علي المري:
وفي هذا الصدد، صرّح الدكتور/ علي محمد المري، مدير إدارة الجودة والسلامة في هيئة الأشغال العامة "أشغال" تهدف "أشغال" من خلال جميع برامجها ومشاريعها وخدماتها إلى تعزيز أفضل الممارسات وتشجيع الابتكار واعتماد تقنيات جديدة مع التركيز على تحقيق الاستدامة البيئية وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية قطر الوطنية 2030 الهادفة إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
وأضاف مدير إدارة الجودة والسلامة تشمل أهم مبادرات "أشغال" المستمرة لتحقيق الاستدامة إعادة تدوير المواد الإنشائية كالأسفلت المكشوط ومخلفات الحفر والهدم واستغلال المواد البديلة المعاد تدويرها كالأحجار ومطحون الإطارات المطاطية، حيث يتم استخدام هذه المواد في مشاريع هيئة الأشغال العامة.
جوائز "أشغال" الخضراء
1. مجموعة ذكاء الأعمال - مبادرة الاستدامة لعام 2023:
تتمثل الأهداف الرئيسية لإدارة الجودة والسلامة في هيئة الأشغال العامة "أشغال" في تحسين الأداء البيئي والاستدامة لمشاريعها، بالإضافة إلى تعزيز وتحسين الأداء والمؤهلات البيئية واستدامة مشاريعها، بالإضافة إلى زيادة استخدام المواد المعاد تدويرها في هذه المشاريع.
2. جائزة المبادرات الخضراء (جائزة كوميونيتاس الدولية):
حصلت هيئة الأشغال العامة "أشغال" على جائزة المبادرات الخضراء، وذلك عن ممارساتها البيئية وبرامجها الخضراء داخل وخارج الهيئة. تشمل هذه الجائزة إعادة التدوير، استخدام المواد المحلية المعاد تدويرها، التحول إلى أنواع الوقود البديلة، تحسين جودة الهواء والمياه، تقليل النفايات وزيادة كفاءة الطاقة.
3. جائزة الاستدامة (إعادة تدوير مواد البناء) (جائزة كوميونيتاس الدولية): التزمت هيئة الأشغال العامة "أشغال" بالمسؤولية البيئية من خلال حماية إمدادات الموارد الطبيعية. يمكن أن يشمل ذلك تخطيط المدن للحفاظ على المساحات الخضراء، استخدام الموارد المتجددة، استصلاح المياه والحد من انبعاثات الكربون.
4. جائزة التفاحة الخضراء الدولية – سياسة وإدارة البيئة وسفير العالم الأخضر:
تُّوجت هيئة الأشغال العامة "أشغال" ممثلة بإدارة الجودة والسلامة بجائزة International Green Apple Award الدولية لسياسة وإدارة البيئة وسفير العالم الأخضر ضمن حملة البحث عن الشركات الأكثر خضرة.
واستعرضت "أشغال" ورقتها الفائزة في الكتاب الأخضر (الكتاب المرجعي الدولي بشأن أفضل الممارسات البيئية) عن أهم المواضيع والتحسينات في نظام الإدارة البيئية، مما تعطي "أشغال" في قطر الأولوية للاستدامة البيئية في المشاريع.
5. جائزة WSHAisa 2023 المركز الأول:
شاركت هيئة الأشغال العامة "أشغال" ممثلة بإدارة الجودة والسلامة في المسابقة الدولية الخاصة بقارة أسيا وتابعة لـ The World of Safety and Health Asia (WSHAsia) في جمهورية سنغافورة، وتختص بتقديم أفضل حلول الصحة والسلامة للصناعات والمقاولات والمنظمات من خلال منصتها بالتوافق مع التشريعات والمعايير الدولية للصحة والسلامة.
وفاز قسم السلامة والصحة المهنية بجائزة "WSHAsia 2023"من خلال تقديم " قائمة الطرف الثالث Third Party List " لإبراز التزام إدارة الجودة والسلامة بأفضل الممارسات في جميع مشاريع "أشغال".