شارك معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية اليوم في حملة "تجميل قطر وعيالنا يزرعون شجرة" لـ "زراعة مليون شجرة" والتي تنفذها لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة، وذلك في حديقة 5/6.

وقام معالي رئيس مجلس الوزراء خلال الزيارة بمشاركة عدد من أبناء قطر في زراعة الأشجار بهدف مشاركة الأجيال لغرس القيم البيئية في نفوسهم وتشجيعهم للمحافظة على البيئة. 

كما اطلع معاليه خلال الزيارة على مجموعة من الأعمال الفنية لمجموعة من الفنانين المحليين والمقيمين.

هذا وتتوّج حديقة 5/6 أعمال لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة للعام 2020، حيث تتمركز الحديقة بين مجموعة من أكثر الوجهات السياحية والتجارية حيويةً في الدولة مثل الدفنة ولوسيل وكتارا وغيرها، كما تنفرد حديقة 5/6 بالكثير من الخصائص التي تميّزها عن باقي الحدائق، وتتألق بتصميمها الاستثنائي وضمّها للعديد من الأعمال الفنية المتميّزة بالإضافة إلى مساحاتها الخضراء المفتوحة وخدماتها المتكاملة ما يجعلها وجهة ترفيهية وسياحية ممتازة لجميع أهالي وزوار قطر.

حضر الزيارة سعادة السيد عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية والبيئة، وسعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي، رئيس هيئة الاشغال العامة "أشغال"، والمهندس محمد عرقوب الخالدي، رئيس لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة، والسيد أحمد النملة، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، والسيد جمال النعيمي، مدير بلدية الدوحة، والسيد محمد الخوري مدير إدارة الحدائق العامة بوزارة البلدية والبيئة، والسيد علي الشهواني، وعضو المجلس البلدي المركزي (الدائرة 2).

وصرّح المهندس محمد عرقوب الخالدي، رئيس لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة أن إنجاز حديقة 5/6 بالصورة الأمثل لم يكن ليتحقق إلا بتعاون جميع الجهات والمؤسسات المعنية بالدولة وكذلك مشاركة الفنانين من أبناء قطر بأعمالهم الفنية المتنوعة والتي أضفت لمسة إبداعية وثقافية للحديقة، وأضاف الخالدي أن جهود اللجنة لزيادة المسطحات الخضراء في البلاد يعد جزء هام من أهداف اللجنة لتكون المناطق صديقة للبيئة، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

وقد قام رئيس لجنة الاشراف على تجميل الطرق الأماكن العامة بالدولة بتكريم 20 فنان متطوع تقديراً لجهودهم بالأعمال الفنية التطوعية التي تخدم خطة اللجنة لعام 2020.

وبهذه المناسبة قال السيد أحمد النملة، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر: "نحن في متاحف قطر نقدّر جهود اللجنة لاستثمار مواهب أبناء دولة قطر في جميع مشاريع التجميل، وكذلك تعاونهم المستمر مع متاحف قطر بهدف نشر الفنون وتعزيز أهميتها في المجتمع، والتي نعدّها إحدى ركائزنا الأساسية."

خصائص ومميزات حديقة 5/6 من تنفيذ لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة

أوضحت المهندسة حصة خميس الكعبي، مدير تصميم المشروع بلجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة، أن الحديقة تتضمن العديد من الخصائص المميزة التي تجعلها مختلفة عن غيرها من الحدائق في قطر، حيث تتميز بوجود متاهة نباتية كبيرة، تم تصميمها على شكل خريطة قطر لتتمركز في قلب الحديقة وتكون محط أنظار كل من يرتادها، وقد تم تسمية مداخل ومخارج المتاهة بأسماء المدن الساحلية لدوله قطر، ويظهر الشكل النهائي للخريطة بوضوح عند النظر إليها من الجو والفنادق المجاورة، وقد تم تركيب إضاءات تجميلية لإضاءتها ليلاً.

أما التّلة المجاورة للمتاهة، فهي ترتفع عن سطح الأرض حوالي 5 متر، وتقع في وسط الحديقة، بحيث تكون أعلى من المناطق المجاورة لها وتعطي رؤية شاملة للحديقة من الأعلى وبتغطية 360 درجة.

هذا وتتميّز حديقة 5/6 بضمها عدد من المجسمات الفنية من أبرزها مجسم الصمود، وهو عمل فني من تصميم الفنان فيصل الهاجري، أحد الفنانين التشكيليين القطريين، بالإضافة إلى عملين فنيين من مجموعة متحف "المتحف العربي للفن الحديث"، وهما "قصائد" (1963-1965) و "قصيدة من ثلاث مقاطع" (1963-1965) للفنانة التشكيلية اللبنانية سلوى روضة شقير.

وتشتمل الحديقة على العديد من المرافق التي تجعلها وجهة ترفيهية مميزة لكافة الفئات، مثل مناطق جلوس العائلات المظللة ومناطق ألعاب الأطفال التي تحتوي على ألعاب تتناسب مع مختلف المراحل العمرية، ومناطق مخصصة للاحتفالات ولعرض الأعمال الفنية والفنون المختلفة، بالإضافة للمناطق المخصصة لأجهزة اللياقة البدنية.

كما تتضمن مسارات مخصصة للمشاة بطول حوالي 1.4 كيلومتر، وأخرى للجري بطول 1.4 كيلومتر، ومسارات للدراجات الهوائية بطول 1.1 كيلومتر، بالإضافة لمواقف الدراجات الهوائية، وتم تنفيذ ممرات حجرية ورملية داخلية للمشاة، والتي تعتبر الأولى من نوعها في الحدائق العامة وذلك ليتمتع زوار الحديقة بتجربة المشي الصحي دون أحذية على عدة أنواع من الأرضيات الطبيعية.

كما تحتوي الحديقة على العديد من المباني والأكشاك الخدمية التي تتضمن مطاعم ومقاهي ودورات مياه وأماكن للصلاة وغيرها، فضلاً عن توفير مناطق الجلوس والخدمات اللازمة للزوار، هذا بالإضافة إلى الأعمدة المخصصة لإطعام الطيور والموزعة في جميع أنحاء الحديقة.

وأضافت المهندسة حصة أن الحديقة تحتوي على مناطق خضراء مفتوحة بمساحة تبلغ حوالي 122 ألف متر مربع، كما أنها تتضمن العديد من الشجيرات الصغيرة والأسوار النباتية وقد تم زراعة أشجار محلية بنسبة 10% مثل شجرة السدر البلدي (النبق) والسمر والسنط العربي، والتي سيستمتع الزائر بظلالها الوارفة كما أنا تضفي هوية قطرية للمنطقة.

زراعة الأشجار الملائمة للبيئة القطرية

في إطار سعي لجنة الاشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة لتنفيذ المشروعات التجميلية والترفيهية التي تحافظ على البيئة وتساهم في توفير حياة صحية أفضل للمواطنين والمقيمين، تم اختيار أنواع النباتات والأشجار التي تناسب طبيعة البيئة القطرية مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك المياه وأعمال الصيانة المستقبلية.

ومن ضمن الأشجار التي تم اختيارها شجرة السدر البلدي (النبق) والسمر والسنط العربي، وهي أشجار مستديمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى أكثر من 10 متر، وتنمو بشكل ممتاز في قطر وتتحمل الظروف البيئية من ارتفاع درجة الحرارة والجفاف.

كما تم اختيار الأكاسيا نودوزا والبونسيانا الملكية والتابوبيا الذهبية والأكاسيا جلوكا، وهي أشجار ظل جميلة وجذابة، يصل ارتفاعها إلى 10 متر، وتتميز بأنها تنمو جيداً في قطر وتقاوم الجفاف، ذلك بالإضافة لأشجار الظل مثل أشجار البوسيدون والملنجتونيا والتين البنغالي، وهي من الأشجار دائمة الخضرة والتي يتراوح ارتفاعها بين 6 و10 متر وتعتبر من اشجار الظل الكبيرة والرائعة في الحدائق العامة، وأشجار ظل فيكس لسان العصفور، ويصل ارتفاعها إلى 30 متر وتتناسب مع البيئة القطرية حيث تتحمل اغلب أنواع التربة وتستخدم في الحديقة بشكل فردي.

وتتضمن الحديقة أيضاً أشجار للزينة، يمكن زراعتها بشكل فردي أو في مجموعات أو كخلفيات بعد الشجيرات الصغيرة والزهور، مثل شجرة الكاسيا جافنيكا وخف الجمل الارجوانية.

استخدام المواد المحلية بالمشروع

ومن الجدير بالذكر أنه تم الاعتماد على المواد المحلية القطرية في تنفيذ الحديقة، حيث وصلت نسبة المواد المحلية بالمشروع إلى 65%، حيث تضمنت العناصر المحلية المستخدمة البلاطات (curbstone) والأسفلت والإضاءات، بالإضافة لمواد الزراعة من أشجار وعشب ونباتات مختلفة وتربة حلوة (Sweet Soil)، كما تم أيضاً استخدام أرضيات مطاطية محلية الصنع والمعروفة بـ (SBR) وهي طبقة مطاطية معاد تدويرها وتم استخدامها لتنفيذ مسارات الجري، وذلك في سياق دعم "لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة" للمصنعين المحليين.

لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة

تهدف مشروعات اللجنة إلى خلق بيئة مستدامة من خلال تنيذ عدة مهام رئيسية تتضمن بناء حدائق عامة مركزية، وتوفير مسارات خاصة للمشاة والدراجات الهوائية، وتزويد المناطق بأثاث الشوارع، وبعض الإضاءات التجميلية، وتطوير كورنيش الدوحة وبعض الشواطئ، وتطوير منطقة الدوحة المركزية عن طريق إعادة إحياء بعض الطرق العامة والداخلية والأماكن الحيوية والسكنية والساحات المفتوحة، كما تهدف اللجنة إلى المساهمة في تهيئة بيئة مجتمعية ذات هوية مميزة من خلال مشاركة أفراد المجتمع في الأعمال الفنية وأعمال التشجير بالتنسيق مع عدة وزارات وهيئات حكومية بالدولة.